في طريقي أجده صباح مساء منطو مع نفسه ، واضعا يديه على رأسه، كأنه يحاصر قباعة فوق رأسه من الفرار أو الطيران ، ينتظر أن تمطرالسماء عليه بغيث رحيم، أو أياد ممدودة عليا لكرام الناس، وهو في وضع صنم أو وتد ثابت، مسندا ظهره لسور وجسده منحن بشكل نصف راكع، ووجه متخف من المارة، كزانية متسترة من قومها في مجتمع ينظر إلى الرذيلة بعنين مختلفتين، ويزنها بمكاييل متعددة .
ذلك هو حال هذا المسكين الذي تقطعت به السبل، وسدت في وجهه كل الأبواب، ولم يجد حيلة لكسب قوت يومه ، سوى التنكر والإنحناء، وعقاب نفسه بعدم الحركة طيلة يوم كامل، أو هكذا يظهر دائما.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire