vendredi 2 janvier 2015

حب الدنيا

ولدنا  لنعيش  سعداء فيما بيننا ، حيث الخير والشر يعيشان معنا ، أبينا أم كرهنا . هكذا اختار الله لنا  حياة أولى  نعيشها كما هي دون زيادة أو نقصان.
 هذه الحياة  المتنوعة المتغيرة غير الثابتة،  ولدت  للإنسان العاقل مفاهيم  ومبادئ  وصور سلوكية اعتاد عليها  من منظور اجتماعي  اقتصادي سياسي  عقائدي، وقد  حاول  هذا الإنسان  التكيف معها  في شكل  إبداعات أنسانية  متنوعة ، ليحس فيها ويتمتع أطول مدة ممكنة،  ويقلل من الشر المتزايد فيها   المتوازي مع الخير في آن واحد.
وهكذا تأسست  الإمارات و الدول والامبراطوريات والممالك  عبر التاريخ والأزمنة المتعاقبة ،  كل هذا  من أجل حياة هادئة مستقرة متنوعة ،  يكون العيش فيها رغدا ممتعا  لكل البشر.
إن الحياة  وحبها ثقافة إنسانية  قد لاتتشابه  بشكل تام  بين الأجناس البشرية ، لكن الكل يعيش فيها بطريقته ويحبها بطريقته ، فلا ينبغي للمسلم  مثلا  أن يتنازل  عن الحياة الدنيا ، ليعيش فقط حياة الآخرة التي وعد بها.
 لذا  لاينبغي للمؤمن  مهما كانت درجة إيمانه ، أن يدعو المسلمين إلى كره الحياة الدنيا  ، والإكتفاء بالحياة الآخرة ، ففي ذلك  شطط  وظلم للإنسان  المسلم،  الذي  كلف بأن يحي حياة دنياوية  كغيره  من الأجناس والأعراق غير المؤمنة أو المؤمنة بديانة غير ديانته  الإسلامية ، فالعالم  مهيأ  ومحضر  ليعيش فيه الجميع دون ضرر  أو ضرار.
إن حب الدنيا  معناه حب الحياة ،  وحب الحياة ،  يعني الحفاظ  على النسل البشري   من الإنقراض،  ذلك أن الإنسان هو الخليفة في الأرض بدونه تنتهي الدنيا وإلى الأبد.
  ولا أظن أن أحدا منا  تسمح له أنانيته  ليقول  أعيش أنا  ليأتي بعدي الطوفان.
وعليه  فحب الحياة هي الفطرة البشرية السليمة ، التي اعتاد الإنسان ممارستها والتكيف معها ، رغم إيمانه بأن متاع الدنيا  متاع غرور ، هذا  الغرور الزائل،  ينبغي أن نعيشه  كما يجب ، وبكل  ما نملك  من حب وعمل وتسامح  وتضامن وأخوة ، بين البشرية جمعاء .
 فلا أحد خلد في هذه الدنيا ، كما أنه لم يعد أحد  قد فارق الدنيا  ليظهر مرة  أخرى،  حتى وإن كانت بعض المعتقدات  تؤمن بذلك ، ويبقى واقع حال الدنيا ، أن نحيا  كما كلفنا ، وأن نغنم منها   الحب والحياة   بأتم المعنى لكلمة حياة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...