ألم الفقر لايشعر به إلا من تذوّق مرارته، ونال من بطشه وويلاته، وعرف معاناته، كنا صغارا وكنا نلعب ونمرح ، ألعابنا كانت من صنعنا، بحكم الفاقة وقلّة الحاجة التي ولدنا فيها.
في جو هذه المعاناة الكبيرة ، لعبنا وتعلمنا حتى كبرنا، حيث تنافسنا فيما بيننا كأطفال ، في كل شيئ يقبل التنافس، بدء من حفظ مضمون ما كتب على اللوح من أيات وسور قرآنية، وانتهاء بجلب حزمة حطب أو شيئ من الحشيش الذي يمكن استغلاله في الطهي والأكل عند العودة إلى البيت مساء.
كانت حياتنا جميلة بسيطة فيها الكثير من الفرح والمرح الممزوج بالألم والأمل،الألم بسبب الظروف الوعرة القاسية التي حرمتنا من زيارة الطبيب ولبس الجديد، والأمل كان كبيرا كذلك بسبب طموحنا وقناعتنا اللاّمتناهية بالتغيير والتحسين في ظروف مستوى المعيشة.
كانت أحلامنا ركوب سيارة أو حافلة ، لذلك صنعنا من السيارات والدراجات ما أمتعنا كانت مشكلتنا أنذاك هي إيجاد الطريق أو المعبر التي تسير فيه هذه السيارات التي أنتجناها بأيدنا وموادنا الأولية باستثناء العجلات التي كنا نقتنيها من عند ميكانيكي القرية من حطام بعض السيارات المهترئة التي تعطلت نهائيا عن الحركة.
ومع ذلك كان شيخ الجامع يعاقبنا بالضرب على الأرجل بعود رقيق مقطوع من غصن شجرة زيتون، و كنا نتسابق من أجل إحضاره له ليضربنا به فيما يعرف بالفلقة .
إن لعبنا وقت الدوام أوعند أوقات الصلاة أو لعبنا الكرة، أو أوشى أحد منا بزميله وأقنع الشيخ بوشايته فإن مصيره الضرب بالفلقة التي كانت لاتقل ضرباتها عن الخمس ضربات متتالية على سفح القدمين.
إن لعبنا وقت الدوام أوعند أوقات الصلاة أو لعبنا الكرة، أو أوشى أحد منا بزميله وأقنع الشيخ بوشايته فإن مصيره الضرب بالفلقة التي كانت لاتقل ضرباتها عن الخمس ضربات متتالية على سفح القدمين.
وبدخولنا إلى المدرسة أصبحنا نتعلّم في مؤسستين غير متشابهتين [ الجامع وأدابه والمدرسة وأساليبها] ، هنا تفتّحت أعيننا أكثر على العلم والمعرفة والعلوم والرياضيات لكن فاقتنا ظلّت تتابع الكثير منا حتى بلغنا و كبرنا .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire