mardi 6 janvier 2015

حب و عادة

مال إليها  وكأن  جاذبية الأرض تشترك معها، فانحاز إليها ، وحاول التقرب منها أراد أن يعرفها  كما  هي من غير استعمال  المساحيق  التجميلية الزائفة.
كانت  تبادله النظرات خفية،  وتسرق منه  الإهتمام  عنوة ، كأنها  تغار عليه من ضرة تحاصره  المكان والزمان في كل شيئ،  فكان كالظل يتبع أحلامها أينما حلت  وارتحلت، في الليل والنهار كانت  ترصد خطواته، وتسجل هفواته كأنه الحلم ، أو حلم الرجل الذي أحبته بصدق.
أما هو  فكان فنان  في حبه،  رجل في تصرفاته،  صارم في أحكامه ، يحب الدنيا  في  لون عينيها الواسعتين ، ويسعد بابتسامتها المتميزة  التي  تحرك السواكن ، وتجعل كل من يمر  أمامها  وينظر في عينيها  إلا وينحني اعترافا ، ذلك جانب من جمالها.
تقارابا،  وتحابا  ، حتى أصبح  اللقاء  بينهما عشقا، والبعد عذابا، والافتراق موتا.
تمضي الأيام ، ويتواصل  الزمن ، ويكبر الحب معها وبينهما ، لتظهر العادة في شكل طبيعة ثانية، وتفسد كل شيئ.
  ليرجع كل  واحد منهما  إلى أصل تربيته وبيئته ، فيقذف  حبه الكبير  بأسلحة ثقيلة ، ليدمره تدميرا  لا يبقي  ولا   يذر، ولا يترك  إلا بعض   بقايا من ذكريات  تكون طارت مع شظايا القذف  في مكان بعيد ، ربما قد تنبت في نمط  حب جديد،  مع أجيال  جديدة ، قد لا تهتم بالعادة أكثر مما تهتم بالحياة  والحب والسعادة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...