لست أدري لماذا كل الأديان السماوية ظهرت في المشرق، ترى هل الله سبحانه وتعالى حباها بذلك ؟ أم هي العقلية المؤهلة للإيمان بذلك ؟ أم هناك أمور أخرى نحن لانعرفها، الله وحده أدرى بها.!
حضرتني هذه التساؤلات ، وأنا أتابع الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية والإعلامية في المشرق بشكل عام ، فلاحظت ، لولا أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: أنا الخاتم فلا نبي بعدي، لكان هناك أنبياء ورسل وملائكة ينزلون الوحي عليهم إلى زمن هذا العصر.
فالعقلية ماتزال مهيأة عند كثير من شعوب المنطقة، محضرة تحضيرا جيدا لقبول مثل هذه الأمور الغيبية حتى ونحن في عهد هذه الألفية الثالثة من التاريخ الميلادي/ وربما بتلهف كبير.
لا ينكر أحد أن العلم والتكنولوجيا في تطور كبير، بل أن التكنولوجيا أحدثت معجزات في الكون، فإلى وقت غير بعيد لم يصدق معظم الناس أن رواد الفضاء الروس والأمريكان لم ينزلوا على سطح القمر، ولم يصدقوا هذه الفكرة ، حتى أصبحوا ينعمون بمزايا الأقمار الصناعية التي حولت حياتهم من البداوة والبساطة، إلى حياة البذخ والترف والمتعة في كل دروب و مجالات الحياة المتعددة ، وأعطت إنطباعا بأن العقل البشري أصبح يتميز بالتفرد و بالتمايز غير المتزن وغير المتكافئ بين العالم المتطور أي شمال أوربا وأمريكا واليابان ، والعالم المتخلف في نصف الكرة الجنوبي أو ما يعرف بالعالم الثالث، وأثبتت هذه التكنولوجيا الكثير من التناقضات في الديانات بمختلف أشكالها وأنواعها عدا الإسلام طبعا ، باعتباره آخر الأديان السماوية وأصدقهم على الإطلاق في تصوري وإيماني الراسخ باعتباري مسلم.
لكن هذا لا ينفي أن هذا الدين قد علقت به طفيليات وخرافات ليس من السهولة بمكان القضاء عليها ومحاربتها ، خصوصا وأن هذه الطفيليات متمكنة راسخة ، أي أنها وجدت الأرض الخصبة للنمو والتكاثر، بسبب ظاهرتي التخلف والركود الفكري الذي تجمد عنده الإنسان الشرقي على وجه الخصوص.
هذا الإنسان الشرقي الذي أصبح مكبلا بالخوف من الإتهام بالكفر والخروج عن الملة، وبالجمود في مجال الإبداع المتنوع، ولم يترك هامشا للمناورة المبدعة الخلاقة ، وكانت مناورته محدودة جدا ، بحجة واهية غير واضحة وغير مقنعة بشكل عام.
وهكذا يبقى العقل في هذه البلاد الشرقية محدودا حتى وإن حاول بعض المبدعين أن يبدعوا تبقى محاولتهم محتشمة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire