اعتاد وتآلف الناس فيما بينهم على أساس التعامل بالصدق والوفاء قدر المستطاع ، ومن شذ عن هذه القواعد فهو كذاب خائن للوعد، يصنف في خانة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من جهنم ، هكذا أخبرنا ديننا الإسلامي الحنيف، ومع ذلك لم ينته الكذب ولا الإخلال بالوعد والوفاء به إلى يومنا هذا، حتى وإن كانت نسبة الكذابين، تختلف من جيل إلى جيل، ومن عهد إلى عهد ، تبعا لطبيعة التطور الاجتماعي والاستقرار الأمني والسياسي لكل بلد عبر القارات وتاريخ الأمم و الشعوب.
إن قول الصدق والحقيقة كذلك .. قد لايدخل صاحبها إلى جهنم، ولا إلى السجن دائما، أليس أجدر بالإنسان إذن أن يكون صادقا مع نفسه ومع غيره، فيما يفعل وينجز من أعمال صالحة أو طالحة له ولغيره في مجتمعه.؟
فالصدق كلمة تتبع المبدأ وتنمي الشخصية القوية، وتصنع الرجال والنساء القادرين على الإبداع وتحمل المسؤوليات كل فيما يخصه، وقد تزول بذلك شهادة الزور والبهتان والتحايل والنفاق والتزوير، وتتراجع الكثير من القوانين الردعية في مجال الأخلاق والرذيلة التي قبحتها الأديان والحضارات ماضيها وحاضرها وشريعة ما قبلها، و كل قوانين عصرنا، وعندها قد لا يحتاج المرأ إلى اختراع الآلة التي تكشف الكذب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire