في طريقي إلى العمل بعد الإفطار أجدها وابنها الطفل السعيد بحاله ، وهو لايعرف أن أمه محتاجة سائلة أي طلابة في المفهوم الشعبي الجزائري لتوفير الغذاء واللباس له ولربما لغيره من إخوانه الآخرين الذين قد لايشاركونهم المكان نفسه ، قلت أجدها دائما في نفس المكان هي وهوهذا الطفل الذي يلعب ويتدلل عليها ،مرة في حضنها ، ومرة فوق ظهرها ،ومرة أخرى بجري بين المارة العابرين ، كأنه يريد أن يلعب لعبة طفولته ببراءة تامة.
ذلك هو ما يضر في النفس ويجعلك تتساءل لماذا الدنيا هي هكذا غير عادلة؟
هذه السائلة التي تتربص بالناس، تخطب ود العابرين من الوافدين والغادين، هي أكيد ضحية ظلم لمنظومة اجتماعية وقانونية لم تنظر لحالها بشيئ من الحسبان والاعتبار، فكانت هكذا عالة على المجتمع ، تتعذب مرتان في كل يوم ، عذاب مد اليد إلى الآخر، وعذاب الترصد، بين خوف وطمع، بين أمل وألم ، من أجل الحصول على شيئ ذو قيمة قد يكفيها ولو إلى حين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire