mardi 16 décembre 2014

من ناعمة إلى ناقمة / قصة


طموحة في مسعاها ،شغوفة في معيشتها ، مكيدة في تصرفاتها،  حقودة في نفسها  منتقمة لكل  من ضايقها،أو  أنه  حاول معارضتها،أو عارض جزء من مصلتحها .
 فشلت  في حياتها الخاصة  فشلا ذريعا ، إذ طلقت بعد ليلة  زفافها، لتعود كما كانت  وسط  مجتمع يسمع كل شيئ ، ويتشفى  في كل شيئ ، خاصة إذا كانت الحادثة بمستوى امرأة متعلمة جامعية  تطرد ليلة زفافها، فالأرض قد   تكون خصبة،  لألسنة  السوء من الناس  لتسرد وتتفنن في السرد إحتراما للعادات والتقاليد.
زهية بنت القرية،  أخت البنات التي نشأت  وترعرعت في مدينة ساحلية،  لتعود إلى مدينة  مدينتها الأصلية  الهضابية،  بعد تخرجها من الجامعة  وما  أدراك  ما الجامعة في وقتها أنذاك، كمدرسة للغات الأجنبية  تخصص لغة فرنسية ، هذه اللغة التي تحمل في حد ذاتها  أيديولوجية معينة ، كما أنها  تعد  نمطا  حياتيا يفضله الكثير من الجزائريات والجزائريين.
 فكانت زهية  في ثوب البطلة أو الضحية ،  فقد عشقت و تعرٌت لبست كما أرادت، تزينت بأبهى  اللباس  والمودة ، وعاشت  كفرنسية في محيط عربي  منافق.
استغلت  نفسها ووظيفتها ولغتها ،  لتنال المنصب  عن طريق الإغراء ، واستغلال مؤسسات الدولة  لترتقي في المنصب، وتصبح مسيرة ومسؤولة لمئات من الرجال والنساء .
وهنا بدأت  تظهر مكبوتات  زهية  للعلن، فاختارت عاملا  من عمالها  بعلا  وواجهة لها  هذا البعل  كان شبه أحمق في نظر  زملائه وعائلته ،  ونظرائه  من قومه لتنال من خلاله  لقب السيدة المحترمة ، وظلت كذلك سيدة  مستغلة للقبه حتى اقتربت من المسؤولية السامية ، ثم  بدأت تقلٌل من شأنه ، لتهمشه في النهاية ، وتقذف به إلى أهله كآلة عاجزة أدت دورها في أليات حياتها المرسومة بدقة.
هذه الناعة  الناقمة  زهية ، لم تكن شيئا  لولا أنها تفنٌنت  في الإغراء  ومارست العهر بدقة  ودهاء،  واستغلت رجالا  همهم الواحد والوحيد إشباع  رغبات بطونهم وما تحت بطونهم ، بالرذيلة والفساد ، واستغلال  ضعف سلطة كاذبة منافقة ، فاجتمعت المساوئ بالمحاسن،  لتظهر زهية كعاهرة محترفة في العهر والخبث  والدهاء ، لتسيٌر أشرف مؤسسة  في مفهوم الفلسفة اليونانية ، وسط  مجتمع  يحرم الربا والزنا  ويتفنن في ممارستهما 
 مجتمع يدعو إلى الفضيلة  ويتسابق بنسائه إلى ممارسة التعرَي والعهر، يصلي  جماعيا في المساجد ، وينسى صلاة الفجر  خوفا من إزعاج السلطان.
تلك  كانت قصة  زهية  المعاقة جسديا وذهنيا  في جمهورية  الموز،  التي عمرت كثيرا  وسط بذخ تام ، وتعطيل تام لكل ما له صلة  بالشهامة   و المروءة .. ليبقى  التاريخ  وحده شاهدا.
 أما الأجيال فقد كبرت  وسط  هذا الزخم من الفوضى والعهر الأخلاقي ،  وإصلاحها لن يكون غدا،  ولا بالسهل الميسَر .
كل شبه من الواقع للقصة  محظ صدفة  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...