dimanche 23 novembre 2014

قصة / حب .. ليس كغيره

كبرت يتيمة، وسط مجتمع ينظر إلى المرأة بأنها عورة أو ربع رجل  في كل شيئ، كانت ذكية جميلة متوسطة القامة ،عيونها عيون مها حلت فيها لتجعل منها جمالا يشد الناظر شدا، ونمطا من الجمال النادر في مدينتها.
عشقها الناس، كل الناس، ممن إلتقى بها أو تعرف عليها ، فهي الحنان والجمال والرقة ذات المنتبت الطيب.
زفت لرجل كريم يكبرها سنا وجاها ومرتبة ، أنجبت منه الولد الذكر والأنثى، وكانت راضية بقدر لم  تختاره هي ، فعاشت زوجة كريمة معززة في نظر الناس، دون أن تتمتع بالحب الذي كانت تحلم به  في صباها وطفولتها، بل حتى في مراهقتها المتأخرة ، لذلك كانت حياتها بين أخذ وعطاء ، بين هدوء وثورة ،  بين استقرار ظاهر وثوران خفي، تكره الرجال وتحقد عليهم من غير سبب واضح، لذلك جاء اليوم الذي اكتشفت فيه حبها المنتظر ورجل حياتها المنشود.
إنه كهل ، جذاب يمتلئ حنانا ورجولة ، وسيم المظهر،  مرفوع القامة يمشي، ليملأ عيناها حبا ، ويأسر قلبها ، ويجعل منها فارسة آنسة ، تتعلق به حبا وودا وهياما.
نسيت معه بيتها،  وأهلها بل حتى أولادها.
 وكأن حبها الخامد هو الذي ظهر متأخرا لتحيا من جديد،  في سن لم تكن  تؤهلها   بحياة المراهقين من جهة، ولا بحياة المتحررين من عادات المجتمع ، نظرا لقساوة المجتمع الذي كبلها بعادات وقيم ، فكانت تحيا الحب سرا ، وتعيشه واقعا  مرا قاتلا،  وتتنفسه ألما، فحياتها لم تعد ملكها وحدها ، فقد شاركها زوج قيم،  وإخوة غلاظ ،  وأبناء متمردون ، وعاشق  ولهان لا يملك منها  إلا قلبا وحبا  ولقاءات متسترة ، تعد على أصابع اليد الواحدة.
 فانعكس  كل ذلك على حياتها الهادئة الجميلة،  ومزاجها وصحتها  العليلة، حيث بدأت تذبل  كزهرة يانعة،  لم تسق من ماء  زلل،  لتصفر  ويتلون شكلها  بأشكال مختلفة ، حتى كادت تهلك  ألما ،  حتى جاء الأمل دفعة واحدة، لينير حياتها ، ويجعل منها فتيلا منيرا ، يضيئ للناس طريقهم،  ويظهر هو بارزا متلألأ  لكل قاصد له. فمن أحب   وأحب  بصدق،  لن  يضيع أبدا...   ولا يظلم ربك أحدا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...