ما لاحظته، هذه السنوات الأخيرة ، حول رجال الدين أو العلماء
بالمفهوم الإسلامي الشائع ، انتشار ظاهرة الإفتاء والدعوة إلى التديّن عبر
كامل البلاد العربية الإسلامية، والعودة إلى ثقافة السلف الصالح.
لكن هؤلاء
الدعاة وبعض العلماء وأشباههم، بيّنوا أن مستوى تفكيرهم محدود ، وأنهم
لايفقهون في أمور الحياة إلا القليل، أما أمور الفقه والدين والإفتاء ،
فيبدو أن الأمر أكبر من أن أفتي فيه.
لكن هناك مسلمات أو بديهيات،
لاتستطيع أن تصمد أمام الحجة وقوّة البرهان ،فكم من عالم ألصقت به صفة العلم
والإفتاء والمشيخة ، وقبض الالاف من الأموال- ربما من غير - وجه حق، وإذا
أخضعت مواقفه في أمور الدين والدنيا إلى المحك، أقصد المنطق العلمي،
والمنطق التجريبي ، بالإضافة إلى النصوص الفقهية والآيات القرآنية
والأحاديث النبوية ذات الدلالة القطعية،وجدتها أنها لاتستطيع الصمود وتسقط
كأوراق الشجر في فصل الخريف، ومع ذلك يظهرون كلما أتيحت لهم الفرصة للظهور.
فهذا القرضاوي عالم كبير لكنه تعاطى وتعامل مع العقيد القذافي في مرحلة
قوته وشبابه، ومع الرئيس مبارك ، إلى أن غضب عليه، وهذا العالم الآخر
عائض القرني الداعية الذي زار الجزائر ووصفها بالجنة، لأنه رأى فيها مالم
يحلم به في السعودية من وجوه حسان، وحور العين، ووجّاهة وقوة المرأة
الجزائرية، في مجال العلم والتطور والحرية.
لكنه تصابى كالطفل الذي يبحث عن
لعبة جديدة ليس بوسع والديه إحضارها له، على غرار نظيره المحترم الشيخ
القرضاوي الذي عاش المراهقة المتأخّرة مع امرأة جزائرية حسب مذكراته
المنشورة في جريدة جزائرية تمارس الإغراء السياسي .
لقد نعت عائض القرني
أبناء القذافي بأنهم جرذان ، مع أنه لايعيش بينهم وربما لايعرف عنهم شئا
،ردّا عن مزاعم القذافي الذي سّب شعبه بعد أن ثار الشعب الليبي عليه.
هذا
الشعب الأبي الرافض للظّلم ، مع العلم أن من ضروريات العالم والفقيه تحرّي
الصّدق في كل الأمور، وأن الإنتقام ليس من صفات العلماء ولا القادة الكبار
والمتضلعين في العلم .
فيا مسلمي العالم أحترموا دينكم ومواقفكم التي لم
تكرهون على اتخاذها، فإنّكم ستسألون عنها في الدنيا وفي الآخرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire