احتكار النقل التلفزي للمباريات الرياضية في كرة القدم في هذه الألفية الثالثة لعرب الخليج القطريين خاصة، عن طريق قنواتهم الفضائية الخاصة وأموالهم الكثيرة، أحدث كرها مضاعفا لهم ،من طرف الشعوب العربية المستضعفة الذين هم في الواقع أشقاء لهم في الدين واللغة والانتماء ، بل وبعضهم أشقاء حتى في العرق والدم في شمال القارة الأفريقية - المغرب الجزائر تونس مصر- هذا الاحتكار تجسد خاصة في دورة الــcan 2017 .
إن هذا السلوك الذي لايمس بأي صلة للعقلية العربية الإسلامية ، القائمة على التآزر والتواد والتعاضد والولاء والمناصرة لبعضهم البعض من الناحية الدعائية الشكلية، أو ما يعرف بلغة الخشب السائدة بينهم منذ الأزل، إذا صح التعبير، مثل عبارة الفوز هو انتصار لكل العرب، والدعاء بالنصر لكل العرب.
هذه اللغة أي لغة المجمالة ظاهريا والغائبة واقعيا، أي في حياة الشعوب العربية المجزأة إقليميا وجهويا ومذهبيا وسياسيا، وأظن أنها مؤمنه بهذه التجزئة، بل تدافع عنها بالنواجد ، وتتظاهر بأنها موحدة عقيدة وانتماء وإقليما، قلت هذا الاحتكار للبث التلفزي جند له الخليجيون ترسانة دعائية كبيرة، من الأقلام والوجوه العربية القوية الكفؤة في مجال الإعلام والاتصال ،عن طريق دفع الأموال بسخاء ،التي جعلتهم يصفون في كثير من الأحيان ، الجمل بالطائرة، والفرس العربي بسيارة المرسداس الأالمانية الصنع.
هؤلاء القوم، أي القطريون ، استغلوا أموالهم في حرمان الشعوب العربية الافريقية الفقيرة ، الفرجة العامة، مع أسرهم في بيوتهم، وجمعوهم في محتشدات المقاهي والمستودعات التي خصصت لهذا الغرض، فأصبحوا مقيدين تحت رحمة التوجيه والاستغلال، فانتشرت بذلك النزعة العصبية والقبلية وطغى الصراع والتنابز بالألقاب ، وفي كثير من الأحيان التقاتل الفردي و الجماعي بين الأحياء والأسر، حول اللاعب ميسي ورولاندو، أيهما أتقن في لعب الكرة وتدويرها بطريقة أحسن و أجمل.
وخلاصة القول أقول ، إذا اسند المال والأمر لغير أهله، فإن اللعبة أي لعبة كرة القدم تصبح سمجة مرة كالحنظل ، لايناصرها ولا يتفرج عليها إلا من كان من فصيلة هذه الفئة المحتكرة، للبث والمعذبة للفقراء ، الذين هم في واقع الحال، عماد ممارستها، وأظن بل من الواجب على الهيئة المنظمة للعبة الـ fifa أن تغير من قوانين البث التلفزي عبر الأقمار الصناعية أو أن تلغي على الأقل احتكار البث لمؤسسة واحدة محتكرة، التي لاترى في الشعوب المحبة لرياضة كرة القدم ، إلا مجرد غوغائين لايحق لهم غير المتابعة كقطيع، والصراع كعجول حول من يناصرونهم من الفرق والنوادي الرياضية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire