dimanche 18 décembre 2016

مايزال للخرافة دور

لا يهمل التاريخ ولا ينسى أبدا أن يدوًن ،  أنه في أوائل الألفية الثالثة ، تعيش الجزائر تخلفا رهيبا بسبب انتشار  الخرافة والدجل، في الوقت الذي وصل  فيه العالم  المتطور إلى هيمنة رهيبة،  في مجال اكتساب العلم والتكنولوجيا واستعمال الأقمار الصناعية، التي غزت الفضاء ،حيث يسكن الشياطين والملائكة في ثقافتنا، ومع ذلك لم يزعم هذا العالم المتطور، أنه اصطدم أو وجد معارضة له من قبل هذه المخلوقات التي  لا نراها  بقدر ما نؤمن ونسمع بها إلى يوم الدين، هذه المخلوقات يبدو أنها  تعايشت مع هذا الغزو ولم تشتك لرب الأكوان من خطر الغزو المزعج لها،  بل ربما هللت لقدوم الغزاة على غرار ما يفعله الإنسان المتخلف في كوكب الأرض،  لتبين أنها مخلوقات متحضرة معاصرة لهذا الانسان المزدهر المكتشف لما حوله،  بنفاذه  في العلم  وغزوه للعالم الخارجي المحيط بكوكب الأرض.
هذا التطور الكبير المخيف لذوي العقول العاجزة التي ظلت حبيسة لأفكار وأوهام صدئة علقت بها، وظلت متمسكة بما لديها من الموروث العلمي والتاريخي، الذي لم يتغير ولن يتغير أبدا ، مادامت الأخلاق والتربية في منظومة التعليم والتكوين، لايخضع لمعايير المعرفة الصرفة والحقائق العلمية،  التي عراها العلم من خلال التجارب وواستغلال الاكتشافات التي كانت  عبارة عن مجرد تنبؤات خيالية في العقول الجامدة إلى اليوم، ومع أن هذه المنتوجات والاكتشافات  التكنولوجية،  ظاهرة للعيان  ووممسك بها  وفي يد العرب المستفدين من نتائجها بشكل  مباشر أو غير مباشر،  وفي متناول حكوماتهم  وأنظمتهم السياسية والاجتماعية ولدى شعوبهم الثرية  منها ، إلا أنهم  ظلوا يكفرون بها عقيدة ، ويستغلونها في حياتهم اليومية بشكل عاد، فمن لايشكر الناس بصيغة العموم،  لايشكر الله.
إن الخرافة لاتزول ولن تزول ، مادام الإنسان يدب على وجه الأرض،  ولم ينل قسطه  من العلم  والنور،  .ولم يتفتح عقله بما يكفي من العلم والإيمان،  حتى يبقى يؤمن  أن العلاج قد يأتيه  بلمسة مباركة من فلان، أو بقراءة مؤثرة من شيخن زار المقام، وهكذا هي حياتهم بين تبرك وقتل وحقد وضغينة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فلا غرابة إذا كانت  منظومة التعليم  والتكوين، تستثمر الملايير من الدولارات، لتنتج مواطنا  متخلفا،  يؤمن بالخرافة ويتعايش مع مكتشفات التكنولولوجية الغربية كأبله، ومستفيدا  في مجال الاتصال والتواصل، ويري بأم عينيه أن ما كان يراه معجزة ، هو الآن  عند الغرب واقع قابل للتحكم فيه وإخضاعه لفائدة الانسان المتحضر،  إلى درجة أن هذا الإنسان  المتقدم، أصبح  يتحكم في نظام  التساقط،  وعلم الأجنة،  والفلك والفضاء والكواكب ،  وجعل من العالم وكأنه  قرية صغيرة، بإمكانه مشاهدة  حيوان مفترس في أدغال غابة منسية  في أفريقيا في لمح البصر.
 إنها التكنولوجيا و التطور، فلماذا لا نتعايش مع ما ينتجه غيرنا  من تكنولوجيا  بحمد وشكر ، أو على الأقل بالسكوت والمباركة؟ ، ولا نذهب نبحث في تاريخنا وحضارتنا ،  لنقول كان هذا  موجودا في قرآننا الكريم ،  لأن حتى وإن كان موجودا  وهو موجود بالفعل ،فلسنا  نحن من اكتشفه، أو سخره للانسانية لتنعم به. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...