mardi 6 décembre 2016

طول الليل

شتاء بارد مؤثر في الإنسان والحيوان ، هذا الشتاء المتجدد في بيئته ، غير المنتظم مع مكانته الطبيعية  ضمن  الفصول الأربعة، التي اعتاد عليها الإنسان ضمن حساباته السنوية، لم يكن ليمر دون أن يصنع حدثا  بارزا ، وتنسج فيه قصص  من الحب والخيال،  فليله طويل ونهاره قصير.
في هذا الشتاء البارد المارد إلتقيت بها، بعد صراع  مرير مع مطر كان  يتساقط كل حين،  وكأنه يتحدى  كل من يحاول التستر بمطرية ، أو خلف جدار، أوتحت  سقف في شارع من شوارع المدينة التي اعتدنا عليها طيلة فصول السنة،  وقاية من هذا التساقط الذي لم يخبرنا بنزوله مسبقا، ولم يطلب منا رأيا حول غزارته و لا مدته.
في هذا الطقس المشحون بالبرد والمطر ودوي الرعد، وومضات البرق  كل حين ، والذي كاد أن  يخطف أبصار المارة كل حين.
ظهرت نجمتي وسط جموع تتوارى مسرعة وكأن لها الأسبقية في المرور وقطع الشارع  الممتلئ عن آخره بالمارة والسيارات المتنوعة ، لمحتها من بعيد تقود سيارتها المعتادة التي ألفتها والتي تليق بها أو هكذا رأيتها أنا.
اقتربت مني أكثر وركزت النظر بشكل دقيق لتتبين أنني أنا الواقف تحت مطرية  أسياوية الصنع ،فابتسمت وأشارت بغماز سيارتها لألتحق بها ، بعدما عطرت فضاء السيارة من الداخل.
كانت طلتها هبة من السماء،واستجابة لدعاء تم الدعاء به  قبل سنوات أو أيام ، و لم تتحقق الإستجابة له،  إلا في هذه الليلة الباردة.
كان اللقاء بعد غياب،  لذلك كانت مسافة الطريق عبارة عن أسئلة واكتشاف وفضول حتى وصلنا إلى هدفنا، وسط زحمة المارة  وموسيقى عذبة منبعثة من داخل السيارة ، إذ كنت  لم أفرق وقتها ،  إذا كانت هذه  الموسيقى،  كلاسيكية أو تلاوة  لأدعية مديحية  لشيخ اعتاد على تلاوة القرآن الكريم حتى انتهت مسافة الطريق.
عند وصولنا، وجدنا  المكان هادئ  ، لا تظهر فيه إلا بعض القطط الفارة من الدفء من  منازل مكيفة، وكأنها هاربة من نعيم ابتليت به،  لتلبي حاجاتها الفطرية  الطبيعية  خلال هذا الفصل البارد، ألا وهي فترة التزاوج، أما أنا فقد تذكرت الأغنية الجميلة لأحمد وهبي [ مطول ذا الليل كي طوال] . 
ثم دخلنا إلى حيث يدخل الناس كافة،  شاكرين نعمة الله التي لاتستثني أحدا،  وها أنا أقول لكم جميعا .. تصبحون على خير.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...