vendredi 23 décembre 2016

عقلية عربية

اتصل طالبا التعارف كعادة الناس العرب في فضاءات التواصل الاجتماعي المتنوعة، الذين تربوا وكبروا على أسس غير سليمة، رغم  حفظهم للقرأن الكريم ، أو بعض من سوره  القصيرة في غالبيتهم،  والأحاديث النبوية  الشريفة الصحيحة وحتى الضعيفة منها، لكن  دراستهم كانت قائمة على السرد والتصديق لكل  ما يقوله أو ينقله المعلم  أو الشيخ الذي ينبغي أن تكون الطاعة واجبة  له.
 هذه الطاعة الأخلاقية والدينية  المزيفة في حقيقتها ، تولد عنها نفاق ورياء في كثير من الحالات الاجتماعية العامة، كما وقد نتج عنها  بناء مواطنا عربيا يفعل ما لا يقول، ويقول مالايفعل، وهكذا كانت شخصيته غير متزنة في مواقفها حتى مع أسرها وقبائلها وعروشها.
إن هذه العقلية المزيفة  غير الصادقة مع نفسها ، أو بالأحرى التي لها أكثر من وجه في الحياة العامة للمواطن العربي.
 أظن هذه الشخصية النموذج ، هي التي نجني  اليوم مشاكلها  بشكل عام ، في مجال التعامل بين الأفراد وبين المجتمعات، من حيث الحياة التي توصف بالحياة الإسلامية  التي تجمع بين الدنيا والآخرة.
 لكن دون إيمان راسخ في ذلك ، لدى غالبية شعوب البلاد العربية المتنوعة ، بحكم التطورالتاريخي للوطن العربي، والتطور  التكنولوجي للعالم بشكل عام،  وبحكم الحياة الرغدة للعالم المتطور المهيمن صراحة ووضوح وقوة في عقول الناس، والمؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الأجيال العربية  الصاعدة منذ الاحتلال إلى ما بعده وإلى اليوم.
 هذه الأجيال التي لم تجد ظالتها هي في التعبير والتقليد بحرية في أوطانها  دون خوف من الحرام والحلال، ودون خوف من التكفير والردة، من أنظمتها الظالمة الفاسدة، سوى حبها وعشقها  عندما تعبر إلا في  كرة القدم والنوادي الأوربية البارزة  التي تناصرها، ذات السمعة العالمية في مجال لعبتها المفضلة.
 والواقع أن هذه الشعوب لم تستطع  التعبير صراحة  وبعفوية، بخصوص  رغبتها في حياة الغرب القائمة على الحرية  في كل المجالات، وحياة شبابه خاصة  في مجال الفن بكل أنواعه،  و في مجال العمل والاختلاط بين الجنسين، رغم  أن هذه الأجيال  مولعة ومحبة  لحياة الغرب  الكافر، وتتمناها  كنموذج ، ولكنها ترفضها  ذاتيا أي من تلقاء نفسها في البلدان العربية التي تعيش فيها ، جملة وتفصيلا ، خوفا من تأنيب الضمير لا أكثر ، لأنها  تعتبر  ذلك  كطابو  اجتماعي لايمكن تكسيره أبدا.
لذلك نجد المراهقة المتأخرة عند العرب، كما نجد استغلال  هذه الفضاءات الافتراضية  لتفريغ المكبوتات الشخصية،  التي نمى و كبر عليها الشباب العربي.
أيها العربي  أظن حان الوقت لتكون صريحا مع نفسك،  وأسرتك ومحيطك، تخلص من عقدك الذاتية ، وحياتك دون أن تضر غيرك،  تحت غطاء الصداقة والأخوة وما يشبه ذلك، لكن  كن صريحا مع نفسك ودينك، فالاسلام كل لايتجزأ  كن  مسلما  مؤمنا أو لاتكون.
هذا حقك  تعيشه كما أنت  دون ضرر بنفسك ولابغيرك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...