منذ مدة لم ألتق به حتى ظننت أنه أصبح أسير فراش، أو أسير امرأة أحبته بجنون، فغلقت عليه الأبواب بأحكام واعتبرته من ممتلكاتها الخاصة، أو هكذا دفعت بي الظنون التي بعضها إثم بطبيعة الحال، أو كما قال الله تعالى في محكم التنزيل.
لكن أقول هذه المرة التقيت به، وهو في عنفوان قوته وجبروته وأناقته كعهدي به، بعد التحية وما يليها، دعاني لجلسة ، كأنه كان يريد أن يطمئن علي أو ليبوح بأمر يخصه، فاهتدينا إلى مكان هادئ بعيد إلى حد ما عن المارة.
ثم جلسنا وبدأ يسرد قصته بإسهاب وأنا أستمع إليه دون أن أقاطعه ، عندها توقف قليلا وأردف قائلا: الحمدلله أنني وجدت من يصغي إلي، رغم أنه لايربح من قصتي هذه شيئا، ثم دعاني إلى تناول الفطور على حسابه ، عندها اعتذرت له بلطف ، وقلت له مشجعا ومواسيا: لست وحدك في وضعك هذا يا صديقي، فالكثير من الرجال في وقتنا هذا أصبحوا مجرد رقم حساب جار لمجموعة منتفعة منه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire