vendredi 9 février 2018

الشعوب العربية


الثورات العربية محدودة، قصيرة التنظير، تكتفي بالقليل، إذ سرعان ما ينطفئ لهيبها أو مشعلها، لترجع الأمور كما كانت عليه قبل الثورة أو  ربما أكثر بكثير..مما كانت عليه.
هذا التشخيص الواقعي الذي قد  لايوافقني فيه  الكثير من القراء، لكنه هو الواقع المر المعيش مع الأسف  فالعرب كلهم لهم ثورات، إذا استثنيينا طبعا المملكة العربية السعودية وإمارات الخليج التي استقرت وتطورت بفضل ريع البترول وعوائد الحج والعمرة، واستغلال التكنولوجية الغربية  الأمريكية خاصة، والعمالة الأسياوية الرخيصة التي تخدم بدون احتجاج وتكتفي بالقليل.
هذه الثورات العربية تقوم لتغير الحاكم وتقتص منه بطريقتها الخاصة الهمجية...ثم تعود إلى السكون لتجعل من الحاكم الجديد الأسطورة ثم السير به في طريق التمجيد  والتضليل و التعبد، ليصبح  هذا الحاكم ظل الله في الأرض.
فلا يتنحى ولا يقبل التداول على الحكم ، إلا بتبديد  الأموال  وتخريب الاقتصاد  في بلده ، وتجنيد حلف الناتو ،والأنظمة الموالية له، التي تزعم  أنها تحرص  وتدافع عن حقوق الإنسان  الأساسية.
لذا فهم  وأدرك قادة الغرب المتطور ، وعرفوا   اللعبة  رغم قذارتها ، فاستعدوا لها ، وأثنوا على هذه الثورات  أو ما يسمى بالتجربة، ليبقى الشرق المتخلف  في خدمة الغرب المتقدم ، الذي زرع دويلة  إسرائيل  وسط هذا  الشرق الكبير، وحماها قولا وعملا واصطفاها على جميع  دول المنطقة  بغض النظر عن الولاء  ودرجة التبعية ، لتصبح دولة عظيمة  تقرر السياسات في الشرق الأوسط  لفائدة الغرب، والعرب لايعتبرون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...