dimanche 8 février 2015

بنت العز / قصة

جمعتنا الصدفة ذات يوم، ثم تكررت كعادة ألفناها، كانت جميلة جذابة ، متوسطة القامة ، رشيقة البدن، خفيفة الحركة،  تقود  عربة بامتياز  وتتفنن  في ذلك  وكأن السياقة فن   أبدعت فيها قبل أن تكون مجرد قيادة  لعربة  وسط الزحام في شوارع ضيقة مملوءة بالحركة والضجيج والتجاوزات شبه العدائية بين السائقين والمارة. 
كانت جذابة في خمارها الأبيض ، تهواها العين قبل القلب، تبادلنا النظرات البريئة أولا وكأن  الوضع ألفناه منذ الأزل. واعتدنا  على تبادل النظرات  التي تنتهي عادة إلا  باتسامة مكتومة  لاتظهر بيننا، لست أدري  لماذا لم تظهرالابتسامة بيننا ؟  و كأن الخوف  أو الخجل  أو التعفٌف هو الذي كان  يقمعها.
أوقفتني صدفة  ذات مرة مضطرة بحكم طارئ وقع في عربتها ، والواقع أنني  كنت أبحث و أنتظر عن مثل هذه الطوارئ  التي يمكن أن تكون سببا للتعارف بيننا.
 كان الوقت صباحا وحركة السير في أوجها، تأملتها جيدا كمن يشتري  شاة لأضحية  العيد، حيث يجب عليه أن يشتري شاة  سليمة من كل  العيوب الخلقية، ثم نظرت في سيارتها الجميلة وكأنني مقبل على شرائها،  ساد الصمت والسكون بيننا ، وكأن كل منا ينتظر متى يسمع كلام صاحبه.
كانت المارة بجانبنا وحولنا  ينظرون إلينا  عند مرورهم بالقرب منا ، ينظرون بعيون  ليست برئية  في نظري ، وكأنهم  هم كذلك  كانوا يريدون أن يعرفوا ما يدور بيننا.
أما هي فقد كساها الخجل، واحمرت بشرتها وتلونت،  وقالت: من فضلك اتصل بشركة التأمين حتى ترسل  لي عربة الإنقاذ لجر السيارة ، فقذ تعطبت  ويستحيل مواصلة السير بها.
عندها عرفت أن رقم هاتفي سوف  يدون  في أجندتها ، وقد غادرت المكان بعد إذنها وكنت  سعيد جدا  بخدمتها.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...