dimanche 25 décembre 2016

من مساري المهني في مجال التعليم

في الثمانينيات حيث بداية تطبيق ما عرف  بالمدرسة الأسايبة والتحول في لغة التدريس من اللغة الفرنسية إلى  الازدواجية  اللغوية، ثم التحول إلى اللغة العربية في مجال لغة التدريس.
خلال هذه الفترة  كان التعليم في مرحلة بداية  الجزأرة، حيث كنا كجزائرين قلة في مرحلة التعليم الثانوي.
 ففي الثانوية الواحدة قد تجد أكثر من خمس أو ست  جنسيات من الأساتذة المدرسين،  إلى درجة  كان مدير الثانوية عند ترأسه  لمجالس الأقسام يضطر في كثير من المرات إلى التدخل بأكثر من لغتين،  لشرح طريقة إجراء هذه  المجالس وصلاحياتها، ومهامها، والإجراءات المترتبة عنها.
 لذلك يمكن أن نشبه الوضع  أنذاك ، بأنه عبارة عن ملتقى دولي فيه من الروس والفرنسيين والبلجكيين والتوانس والمصريين والعراقيين والسوريين  والهنود وحتى الباكستانيين في مجال التدريس طبعا.
  نعم  كان الوضع كذلك حتى نهاية هذه العشرية في معظم ثانويات  المدن الكبرى ، إذ تتشكل هيئة التدريس ، من كل هذه الإطارات الأجنبية التي كان يطلق عليها فئة المتعاونين الأجانب.
كانت الثانويات عبارة عن جامعات مصغرة، جادة في أداء وظيفة التعليم والتكوين وبناء مواطن الغد، كان التنافس على أشده بين المتعلمين في مجال اكتساب العلوم والأداب والفلسفة والتاريخ، رغم أن هذا الأخير كان عبارة عن مادة ثانوية مكملة إذ لايمتحن فيه في شهادة البكالوريا بالنسبة للمواد العلمية والرياضية، ويكتفى بنتائج نهاية الفصل والسنة الدراسية.
كانت  النتائج جيدة  والمستوى أجود، ولشهادة البكالوريا قيمة و معنى وهدف كبير بالنسبة للمتعلمين وأسرهم ومحيطهم الاجتماعي القريب، والشيئ الذي  لاينبغي أن ننكره أن ازدواجية التعليم  كانت له  نتائج  رائعة، وهي حقيقة لايمكن  نكرانها أبدا  في تصوري، ليس تقليلا من قيمة المعربين أو الأقسام العادية كما كانت تسمى أنذاك، ولكن الفرق كان واضحا في نتائج البكالوريا ونمط المدرسين باللغتين خاصة في مجال الرياضيات والفيزياء.
هذا التكوين النمطي الرائع  في نظري، هو الذي أنتج نخبا متمكنة  في مجالات  متعددة ، ظهرت نتائج تكوينها في إطارات جزائرية قادرة على التحدي ، غير أن  أغلبيتها  هاجرت بعد ذلك   إلى أوربا وأمريكا الشمالية.
والآن وبعد الذي حصل من تغيرات ونتائج ،  ومشاكل .. هل حققت المنظومة التربوية غايتها ، وتجزأرت  كما كتب لها أن تكون،   لا أظن أن هناك إجابة كافية شاملة لهذا  السؤال.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...