إنتهى سهل متيجة الخصيب، فقد أصبح وكرا
لبناء أسمنتي غير منتظم، وصل في بعض أطرافه إلى درجة الفوضى المصحوبة بنسبة
كبيرة من التعفّن والتلوّث، فمجاري مياهه القذرة، تدفّن وتخزّن فيه من غير
معالجة، والطرق الممدودة عبره، مهلهلة، وعمرانه، عبارة عن خراب أو أطلال،
أو أثر بعد عين.
زرت اليوم السهل في ذهاب وأياب، مرورا بالمدن التي
خططها المستعمر (الكولون) الفرنسي، وهي مدن متوازنة تجمع نماذج معمارية
متقنة التخطيط والبناء والهندسة بالنسبة لذلك العصر، وفق منهج معماري
مدروس بعناية فائقة، تبعا للدراسات العالمية المتوفرة أنذاك، لكنها أصبحت
اليوم عبارة عن أطلال أو خراب، لم يبق منها إلا أسماء معمريها، وهي محاصرة
بفيلات وعمارات حديثة، جعلت منها نكرة بعد معلم شهير.
و السهل -ربما الكثير منا يعلم- أنه أول منطقة تعميرية استعمارية فرنسية في الجزائر بعد
الاحتلال مباشرة، حيث مدّ عبره الاستعمار، أول شبكة للنقل بالسكك
الحديدية بعد الاحتلال، لربط العاصمة الجزائر بمدينة البليدة.
في الوقت
الذي لم يفكّر أو لم يتسن، للوجود العثماني (التركي) حتى مجرّد التفكير في
شقّ الطرق المعبدة عبره ،وتحسين وتيرة النقل والتنقل في الإقليم الخصب
والمتكامل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire