dimanche 24 février 2013

الإصلاح في قطاع التربية الوطنية


 المنظومة التربوية  في حاجة إلى تقيّيم  أوتقويم؟ أم أن الوزير السابق واللاحق، أراد أن يكتشف القطاع عن قرب، إنطلاقا من تقيّيم تشخيصي  لها.
 بالمفهوم التربوي السائد في الميدان، أي أنه  في وضعية المكتشف، قبل أن يصل إلى بناء وضعية تعليمية محددة قائمة على سندات وسياق وتعليمات أو مهمات، سيصدرها لا حقا  ويعمل على إنجازها بطبيعة الحال  لاحقا.
غير أن واقع الحال يبيّن أن العملية الإصلاحية المرتقب إنجازها في الوقت الراهن، تفتقر إلى بعض الآليات و المعطيات الموضوعية، وبعض الوسائل التجهيزية  المعيّنة التي ينبغي  توفيرها في لجان التقييم والمتابعة.
 من بينها أنه ربما  قد لاتكون هناك قناعات لدى الهيئة التي كلّفها المسؤول عن القطاع القيام بهذه المهمة النبيلة، أو أنها غير متمكّنة من  فهم طبيعة الإصلاح الذي طبّق أو اعتمد حتى الآن.
 وهنا قد يكمن الخلل،  فربما تضيع آلاف الأموال التي صرفت في تأليف الكتب والمناهج والسندات المرافقة لها، والإنجازات التي تحقّقت حتى الآن ميدانيا،  بغظ النظر إن كانت  هذه الإنجازات إيجابة أو سلبية.
 المهم أن هناك تغييرات حدثت  في مجال التعلمات واكتساب الكفاءات والمهارات  والمواقف ، على كل المستويات التعليمية، وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي  والتعليم المتوسط.
غير أنه ما يلاحظ عند أغلبية الجزائريين، أنهم  ينتقدون أكثر مما يعملون، ولنا أمثلة واضحة في نموذج  النقد والإنتقاد عند الجزائريين، هو الفريق الوطني لكرة القدم، فكل جزائري، يرى نفسه مؤهلا، من وجهة نظره ، ليكون مدربا، ناقدا،لاعبا للكرة، يتقن أسرارها وخباياها، ويكاد يكون الوضع كذلك، في مجال  التربية و التعليم وبناء المعرفة، واكتسابها في نفوس الأجيال الصاعدة والحالية.
 فجمعية أولياء التلاميذ مثلا، في كثير من الأحيان يترأسها  بقّار أو سمسار أو خضّار، ومع ذلك  يحاول هذا الرئيس، أن يفرض رأيه في توزيع التلاميذ داخل الأقسام، واختيار الأساتذة الذين يدرّسون أبناءه وأحفاده من غير حياء.
  بل  ويتجرأ  أكثر  ليراقب الأساتذة في المؤسسة،  ويراقب التوزيع السنوي للحصص  والمواد،  وطبيعة المواد المدرّسة، واللغة المختارة للتدريس، ومن هم  الأساتذة الذين يصلحون للتعليم من غيرهم.
  إنها مفارقة جزائرية جديدة وغريبة ، وهي من المفارقات التي   ظهرت في السنوات الأخيرة في منظومتنا التربوية.
فماذا يصلح  الوزير إذن؟  سؤال  يبقى قائما،  في انتظار المعطيات والمستجدات  ومشاريع التقّييم المنتظر إحداثها قريبا،  إن غدا  لناظره قريب..

  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...