jeudi 21 février 2013

وتبخر حلمه / خاطرة


كان شابا طموحا، لم يفشل في حياته الدراسية أبدا، تفوّق ونال أعلى المراتب والشهادات الجامعية،تقدم بعدة طلبات للحصول على وظيفة في وطنه، شارك في عدة ملتقيات، وجلسات أنتقائية بهدف التوظيف ، ولم يكتب له النجاح مطلقا، في الوقت الذي شارك في جلسة واحدة وفاز بمنصب عمل  مؤقت في دولة يتهمها  العامة بالكفر، ومع أن اسمه كان محمد، وأنتم تعلمون ذكر هذا الاسم  في دولة لا ئكية  ملحّدة، تدعّي محاربتها للإرهاب  والإرهابيين، بكل قوة، ومع ذلك  وظّف وفاز بعمل عندما كان طالبا بقسم الماستر بإحدى جامعتها بباريس.
عاد  صاحبنا إلى أرض الوطن بعد تخرجه من الجامعة، من أجل إعفاء أمه من العمل في وظيفة إدارية ، التي كلفتها التحرّش بها  كل يوم ، والإهانة يوميا ،من ربّ العمل، وكل ذكور عائلة رب العمل، وكأنها بضاعة  معروضة للمساومة  ولمن يدفع أكثر، في سلطة لاتقيم للمحقور ولا للمظلوم وزنا، بل هي  المشجعة للظلم  والظالمين، وهي المؤسّس والمنفّذ لأدوات الظلم بشتى صوره وأنواعه.
فاز هذه المرة  بمنصب بعد  انتظار  طويل،  وبعدما لم يجد صاحب الشركة من يقوم  بمقامه في مجال اختصاصه في المنطقة التي توجد بها المؤسسة، ليعرض عليه راتبا كانت أمه تتقاضاه في تنظيف بيت صاحب العمل وأهله، دون  تأمينات اجتماعية أو صحيّة، ودون  دفع  منحة النقل أوالتنقل، فكانت الأجرة تدفع لسيارات النقل الجماعي والحافلات العمومية، وما تبقّى  عبارة  عن أجر،  يدفع لصاحب الفاسفود( أكل خفيف)  المتواجد بقرب مؤسسة العمل المتمثل في كرانطيطة، أوبطاطا مقلية، أو محاجب حارين، لينتهي  ويصرف أجر صاحبنا الإطار المتخرج من جامعة باريس عن آخره.
   وهكذا تضطر لتبقى أمّه عاملة  ومنظّفة لرجل لم ينل رفاهيته  وغناه وثروته  بعرق جبينه ، ولم يرثه  من أبائه وأجداده ،بل ناله بتحايل وتخاذل  ورشاومتعددة،  وعدم دفع الضرائب  المستحقة للخزينة العمومية، تحت سلطة  حاكمة متجبّرة ظالمة، أمسكت بيدها كل شيئ، ولم تترك للشعب وأبناء الشعب شيئا واحدا ، سوى مهمة التجنيد وأداء الخدمة الوطنية بالعدل والتساوي  بين كل أبناء الزواليا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

النهضة

 النهضة عرفتها اوروبا في العصور الوسطى، وقد ادت إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى درجة أن العالم خرج من الظلامي...