الإنسان خلق ليعيش ويتحكم في غيره من باقي الكائنات الحية ، بل هذا الإنسان القوي بعقله وسلوكه ومهارته قد يتحكم ويستغل أخيه الإنسان المتخلف غير المتمكن في نفسه ومكتسباته ومعتقداته.
هذا الإنسان المتعدد في معتقداته ونمط حياته الذي قد لايتأخر أن يقاتل من أجل عقيدة راسخة ، كما قد يقاتل من أجل وطن أو قطعة من تراب يراها ملكا له.
والخلاصة أن الإنسان كان ولا يزال يعيش فردا متميزا بعقله ومهارته وعقيدته ، هذه العقيدة التي يختلف فيها مع أخيه الإنسان حتى وإن اكتفى كل طرف الناس بمكتسابات إيمانه في مجال العقيدة والإيمان ، لأن الصراع والتقاتل بينهم لن يحل مشكل الإيمان بين الإنسان وأخيه الإنسان.
هذه القناعة أي قناعة التعايش بين الناس باختلاف متعقداتهم ، لم يهضبها كل البشر ، وذلك تبعا لمستوى تفكيرهم وقوة إيمانهم، وهكذا نحن نجني تخلف الآخر، الذي لم يهضم أن الكفر والإيمان مسألة قناعة وإيمان ، يمكن تجاوزهما بالتعايش دون الإضرار بالأخر، ودون التدخل في حرية المتعقد ، ففي النهاية هناك دار آخرة يخضع كل البشر فيها للحساب والعقاب، مهما كانت معتقداته.
إن سرد القصص الغابرة بهدف الإقناع للإيمان، لاينبغي أن تكون صخرة صلبة تكسر عليها كل الحجج ، كما أن النبش في ماضي الأمم والطعن في صدقها تعدا تهكما واستفزازا للمؤمن الصادق في إيمانه ، وعليه ينبغي على الإنسان أن لا يجمد عقله ويغلق قلبه للإيمان ، هذا الإيمان الذي قد نختلف فيه بروح إنسانية راقية.
هذا التسامح يبين بل يظهر الإنسانية في صورتها الراقية التي تميزها عن الهمجية ، وعن الحياة الحيوانية ..