الفكرة التي طرحها ، أو يطرحها الكاتب ، تبقى تخصه هو وحده أي الكاتب ، لايهم من يستهدفه من القراء، ولا يمكن أن تصبح فكرته سياسة لدولة كزعيم سياسي يدافع عنه أتباعه وتقديس شخصه كولي صالح، أو مهدي منتظر. لينقد ما خرب أتباعه ومريديه من الناس ، من قيم ومبادئ في بناء الأمم والشعوب والحفاظ على حضاراتها الممدودة عبر التاريخ والزمن.
*لك هو ما عبَر عنه الكاتب الرجل في صورة امرأة ، الدي تأنث في إسمه ،وهي الصفة التي لم تكن وساما للرجل الجزائري عبر التاريخ.
إن وصف الشعب بالقردة كما توهَم بعض أشباه القراء، لم يخطئ فيه الكاتب من حيث البيان، ومن حيث الواقع والوقائع ومن حيث التشبيه في تصوري طبعا.
لاحظوا كيف تعامل ويتعامل شعب عظيم مع زعيم محنط انتهى مند أكثر من سنتين، هذا الشعب الذي ظل متمسكا بزعيمه كما يفعل القردة في مجال الخضوع للزعيم الأكبر بحكم الولاء والقوة.
إن الشعوب دائما قد تطيع زعيمها ، وقائدها الذي يدافع عن العدل والحق والمساواة والثوابت الراسخة للوطن وكل المعتقدات المكتسبة والراسخة من الدين واللسان والعرف والعادات ، وفي ذلك لحكمة وعبرة لمن يعتبر.
لكن أن يتحول الولاء والطاعة من غير وجه حق إلى تبعية ممقوتة، فذلك ما قصده الكاتب وعبر عنه ، وأظن أنه من حقه أن يشبه ويصف ويستدل ليثبت ويوضح للقارئ صحة فكرته بحجج وأسانيد وبراهين قاطعة.
إن الكاتب يبدع بأوصاف قد تكون محسوسة أو ملموسة لشعب غافل متخلف لايعي ويعرف أن لبس الباطل بالحق ممكن لشعب يرى بعين واحدة فقط.
هذا الشعب أصبح اليوم لايفكر أصلا، وقد تنازل عن حريته، وسيادته، ليصبح شبه قطيع من الأنعام أو القردة الخاسئين، الذين لا هم لهم إلا ملء البطون وتقليد ومبايعة الزعيم الأصلح أي الأقوي دائما، ولو كان على حساب النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي ينشده كل عاقل سويً من البشر.