كنا جلوسا نتحاور ونتسامر في إحدى الإقامات الخاصة بمفتشي التربية، أو ما يعرف بالإقامة ،أو دار الضياف، في إحدى الولايات بالهضاب العليا، وكان كل واحد منا يسرد قصة، حدثت له وهو يتنقل من مقاطعة إلى أخرى، و من ولاية إلى ولاية أخرى أخرى.
وهنا حدّثنا زميل تقي ورع أذكر إسمه إنه سي العربي، وصفته بهذا الوصف، لأنه كان إمامنا في الإقامة، رغم أن السلفيين بعضهم لايصلي خلفه وينعته بالطرقي بين قوسين.
قلت حدّثنا سي العربي، أنه كان ذات يوم في مدينة تمنغست في أقصى الجنوب، حيث زار وفتّش أستاذا بها ،ثم طار إلى العاصمة ليزور ويفتش في نفس اليوم أستاذا في باب الواد بالعاصمة ، الأمر الذي جعل المفتشية العامة تطلب منه تفسيرا لذلك.
وقال أيضا، كنت مرة في مدينة عين صالح ،مع زميلة مفتشة جديدة ، أي لم تعتاد على المكان، وقلت لها ماذا لوتقطعت بنا السبل وتوقف الطيران؟ كيف نعود إلى بيوتنا؟ قال فبكت المسكينة، وأصابها نوع من الاكتئاب، قال وتحولت إلى راق لها، حتى أرفع لها المعنويات وأصبرها.
والعبرة هنا ، هو أن ما نعيشه الآن، قد حدث وتوقف الطيران كلية في العالم كله ، وأصبح العالم معزولا ، غير مترابط مع بعضه البعض في هذا المجال.
الأمر الذي أوجد مواطنين عالقين بعيدين عن بلدانهم وأسرهم في مختلف القارات.
إن فيروس كورونا هذا ، خلق لنا جوا جديدا، لم يكن مألوفا على الأقل طيلة السبعين سنة الأخيرة ، إذ أصبح العالم معزولا بصفة إرادية، خائفا من تنقل الأشخاص والممتلكات والسلع، والأكثر من ذلك ، العالم مهدد في اقتصاده بأزمة مالية كبيرة.
كما أن دور العبادة ولمختلف الأديان، والمعتقدات توقفت عن النشاط ،كالحج الى الأماكن المقدسة ، العربية السعودية والعراق وروما وغيرها.
كما أن كل الرياضات والأنشطة توقفت أو أصابها ركودا وكسادا، وفرض الحجر الصحي على الناس في بيوتهم ومدنهم، بل أكثر من ذلك، هو تأجيل أكبر دورة رياضية عالمية، ألا وهي الدورة الألمبية التي تقام كل أربع سنوات لهذا الصيف إلى الصيف المقبل في مدينة طوكيواليابانية.
وهكذا نستخلص إن الحياة بسيطة حقيقة، ولكن قد تتعقد بين يوم وآخر،وعلى الإنسان أن يتدبر الأمر بشكل جيد وجاد.