اعتاد العمل بانضباط في مقهى المدينة كنادل، شاب مهذب خلوق رغم أنه صاحب أسرة ، أجرته منخفضة جدا مثله مثل باقي العمال الأجراء غير المؤهلين الذين لايملكون شهادات حرفيه تؤهلهم لأداء عمل حرفي متقن.
التقى به في محطة المسافرين، وجده يحمل كيسا من بلاستيك ،فيه من الخضر، أغلبيته حشيش أخضر، بصل وسلق ولفت وخرشف، باعتبار أن الفصل فصل شتاء، ربما هذا ما استطاع أن يشتريه صاحبنا النادل في هذا اليوم، اقترب منه وابتسم في وجهه وكأنه يريد أن يقول له أنا زبون في المقهى التي تعمل فيها من السادسة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال، ثم ناوله ورقة نقدية من فئة 500 دينار، وودعه بابتسامة اسعدتهما جميعا، النادل والمتصدق، كان هذا نمطا من أنماط فعل الخير.